delong262_Brandon BellGetty Images_nikkihaley Brandon Bell/Getty Images

احتيال وطني

بيركليــ رَفَـضَ الرئيس الأمريكي جو بايدن ترشيحه من جانب الحزب الديمقراطي لمنصب الرئيس. وقد فعل ذلك على الرغم من كونه "أفضل رئيس في حياتي"، على حد تعبير الخبير الاقتصادي نوح سميث، ولأنه خلص إلى أن نائبته، كامالا هاريس، ستكون رئيسة صالحة أيضا.

أتفق مع سميث وآمل أن أكتب ذات يوم تعليقا حول مدى عظمة رئاسة بايدن. لَـكِـنّي الآن سأركز على شخص آخر عجوز وفاشل بشكل واضح، والذي قد يحظى زميله المرشح لمنصب نائب الرئيس بفرصة أفضل كثيرا للحكم بكفاءة. بالطبع، أنا أشير إلى دونالد ترمب، الذي يجب أن يحذو حذو بايدن برفض ترشيحه من جانب الحزب الجمهوري وتأييد زميله المرشح لمنصب نائب الرئيس، جيمس ديفيد فانس.

في هذا السياق، تواجه مهنة الصحافة الأمريكية الآن اختبارا حقيقيا. فهل تضغط بلا هوادة على السؤال: "هل هو كفء"، كما فعلت مع بايدن؟ أو تواصل الإجراء التشغيلي المعتاد فتُجري المقابلات مع أشخاص جاهلين يسهل خداعهم في المطاعم، وتغطي مؤامرات بلاط مار إيه لاجو، وتتحدث بأقل قدر ممكن عن الضرر الذي قد تلحقه رئاسة ترمب مرة أخرى بالولايات المتحدة والعالم؟ سوف نرى.

من الواضح أن ترمب لن يفكر أبدا في تسليم الشعلة، لأن هذا يعني أنه يهتم بمقدار ذرة واحدة بالسياسات التي يدّعي تبنيها والحزب الذي يدّعي أنه يمثله. لا أحد يصدق، ولا أحد يتصور أن جمهوريين محترفين قد ينخرطون في ذلك النوع من المحادثة الداخلية التي أجراها الديمقراطيون المحترفون قبل الحادي والعشرين من يوليو/تموز.

كانت تلك المناقشات صعبة لأن أنصار بايدن كانوا يعرضون حُـجّـة قوية: إذا تمكن من تجاوز الانتخابات بالكاد، فسيظل رئيسا صالحا للأعوام القليلة التالية. وبما أن الكلام ذاته من غير الممكن أن يُـقال عن ترمب، فإن مناقشة الجمهوريين الداخلية ستكون أسهل كثيرا.

لكن هذا لن يحدث، لأن الحزب الجمهوري تحول الآن إلى طائفة دينية. من الواجب على الجمهوريين المحترفين أن يُـظهِـروا ولو أدنى قدر مما أسماه المؤرخ العربي العظيم ابن خلدون في القرن الرابع عشر فضيلة العصبية: استعدادك لترك ظهرك مكشوفا لحماية ظهور رفاقك، وأنت تعلم أنهم سوف يحمون ظهرك في المقابل.

PS Events: Climate Week NYC 2024
image (24)

PS Events: Climate Week NYC 2024

Project Syndicate is returning to Climate Week NYC with an even more expansive program. Join us live on September 22 as we welcome speakers from around the world at our studio in Manhattan to address critical dimensions of the climate debate.

Register Now

الحق أن الديمقراطيين المحترفين لديهم عصبية، كما هي الحال مع الجمهوريين، من أمثال ليز تشيني، والذين كان مصيرهم النبذ. والجمهوريون المحترفون الذين يظلون داخل الحظيرة هم، بحكم التعريف، محتالون يشاركون في الأمر لتحقيق مصالح خاصة. لنتأمل هنا حالة حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة وسفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة نيكي هيلي، التي اعتادتأنتقولأشياءمثل:

"أول حزب يتقاعد مرشحه الذي يبلغ من العمر 80 عاما هو الحزب الذي سيفوز في هذه الانتخابات"

"لدينا دونالد ترمب الذي فقد صوابه، وهو أكثر اختلالا من أي وقت مضى. ما الذي قد يحملنا على قبول هذا في وقت حيث أصبحت البلاد في حالة من الفوضى والعالم يحترق؟"

"أعلم أن الشعب الأمريكي لن يصوت لمجرم مُـدان".

"لقد حوَّل ترمب الأمر إلى فوضى. لقد جعل الأمر برمته يدور حول ذاته. لقد جعل الناس يكرهون بعضهم بعضا ويحكمون على بعضهم بعضا. لقد نبذ حقيقة مفادها أن الرئيس يجب أن يتمتع بوضوح أخلاقي، وأن يعرف الفرق بين الصواب والخطأ، وهو ينفث سُـمّا فحسب".

"لا أرى حاجة تدفعني إلى تقبيل الخاتم. ولا أخشى انتقام ترمب. أنا لا أنتظر منه أي شيء. ومستقبلي السياسي ليس موضع اهتمام على الإطلاق. لذا فأنا أسمع ما يقوله المنتمون إلى الطبقة السياسية. لكنني أسمع من الشعب الأمريكي أيضا".

"نحن نتحدث عن الوظيفة الأكثر تطلبا وقسوة في تاريخ البشرية. ولا يجوز لنا أن نمنحها لشخص معرض لخطر الإصابة بالخَـرَف".

لن تقول أي شيء من هذا القبيل مرة أخرى. ولن يكرر فانس أبدا أيا من هذه التصريحات السابقة عن ترمب".

"يا إلهي، يا له من أحمق".

"أنا تأرجح بين التفكير في ترمب على أنه أحمق هازئ مثل نيكسون والذي لن يكون بهذا القدر من السوء (بل وربما يكون مفيدا) أو أنه هتلر أميركا".

"لا أعتقد أن ترمب يبالي حقا بالناس. أظن أنه يدرك فحسب أن المحادثة بها ثغرة وأن هذه الثغرة تتلخص في أن الناس من هذه المناطق من البلاد يشعرون بأنهم موضع تجاهل".

"ترمب يجعل أناسا أهتم بهم يعيشون في خوف. المهاجرون والمسلمون وغيرهم. لهذا السبب أجد أنه ذميم ملوم. الرب يريد منا ما هو أفضل من ذلك".

ولكن أي مكسب قد يحققه رجل أو امرأة إذا ربح العالم أجمع وخسر روحه؟ الأسوأ من ذلك، أن يخسر روحه من أجل ترمب.

ترجمة: إبراهيم محمد علي        Translated by: Ibrahim M. Ali

https://prosyn.org/q0GyeYDar