ميونخ- تواجه اوكرانيا تهديدين رئيسين لمستقبلها فمن جانب تواجه خطر اطالة الصراع وتقسيم اراضيها وعلى الجانب الاخر يلوح في الافق خطر الافلاس والاضطرابات الاقتصادية كما تخيم على كلا التهديدين علاقة اوكرانيا مع روسيا . ان التعامل مع التحديات التي تواجه اوكرانيا سوف يتطلب ان يعمل صناع السياسة في البلاد وخارجها معا من اجل تحقيق الاستقرار لاقتصاد البلاد وحماية اراضيها وخلق مساحة للاصلاحات وتحسين التعاون مع جارتها الشرقية القوية.
ان ارسال رسالة عسكرية واضحة يبقى ضروريا.لقد استجاب الناتو بحق لضم روسيا لشبه جزيرة القرم والدعم الحالي للانفصاليين في شرق اوكرانيا والهجمات الوهمية على الدول الغربية وذلك من خلال برنامج لاعادة الطمأنينة سياسيا وعسكريا، وكما اظهر الحلف تضامنه مع المانيا الغربية آبان الحرب البارده يتوجب عليه ان يعمل الشيء نفسه مع حلفاءه الشرقيين . ان من الواجب تعزيز تلك الجهود وذلك بوقف التوجه لتخفيض الانفاق العسكري من قبل العديد من اعضاء حلف الناتو.
يجب على الاتحاد الاوروبي ان يبدأ في وضع سياسة دفاعية تتمتع بمصداقية وكفاءة اكبر. لقد حان الوقت من اجل تحقيق مبدأ التكامل الدفاعي الاوروبي بشكل كامل . ان عمل ذلك لن يقوي قدرة الاتحاد الاوروبي على العمل فحسب ولكن ايضا سوف يرسل اشارة تصميم قوية للكرملين وفي الوقت نفسه فإن على الاتحاد الاوروبي احراز تقدم في اتحاد الطاقة الخاص به وتنويع وارداته من النفط والغاز وتخفيف اعتماده على روسيا واخيرا ونظرا للتهديد الذي يشكله وجود بلد اعزل مثل اوكرانيا على الاستقرار الاوروبي فإن من الخطأ استبعاد توفير المساعدة العسكرية لذلك البلد.
بالإضافة الى الرد العسكري فإن التدخل الاقتصادي سوف يكون ضروريا. ان اوكرانيا في حاجة ماسة للمساعدة المالية وهي نقطة كان جورج سورس من اوائل الذين اعترفوا بها . ان تقديم المساعدة لاوكرانيا هو أهم بكثير من معاقبة روسيا باستخدام العقوبات وكما عمل تصريح رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراجي بإن"البنك المركزي الاوروبي مستعد لعمل كل ما يلزم من اجل المحافظة على اليورو" على تهدئة الاسواق المالية فإن تصريح صادر عن الاتحاد الاوروبي بإنه سوف يفعل كل ما يلزم من اجل دعم الانتعاش الاقتصادي في اوكرانيا سوف يكون له تأثير مماثل.
نظرا للجدل القائم حول اليونان فإن من المرجح ان صرف الاموال اللازمة لانقاذ ذلك البلد من ازمته الاقتصادية سيكون مكلف سياسيا ولكن الثمن السياسي والعسكري والمالي للسماح لاوكرانيا بالانهيار سيكون مرتفعا لدرجة انه لا يمكن السماح بالفشل. ان وضع آلية مراقبة صارمة سوف يساعد على طمأنة الحكومات والناخبين ويسهل اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا.
يجب ان لا نهون من قوة القيم الاوروبية فالاوكرانيون الشباب والذين احتجوا في ساحة ميدان – ليس ضد روسيا ولكن ضد النخبة الفاسدة والتي كانت تسرق من بلادهم مستقبلها الاوروبي- يجب ان يتم دعمهم. ان للاتحاد الاوروبي فرصة بإن يترك اثرا اجتماعيا كبيرا لو مضى قدما في برنامج السفر بدون تأشيرة وتقديم منح اكثر للطلبة الاوكرانيين وزيادة الدعم للمنظمات غير الحكومية.
Access every new PS commentary, our entire On Point suite of subscriber-exclusive content – including Longer Reads, Insider Interviews, Big Picture/Big Question, and Say More – and the full PS archive.
Subscribe Now
لكن هذه الخطوات لوحدها لن تكون كافية ،وحتى لو تحرك الاتحاد الاوروبي والناتو لدعم اوكرانيا فإنه يتوجب عليهما العمل للتعامل مع مخاوف روسيا. ان الاستراتيجية المركزية الخاصة بهما يجب ان تظهر انه بينما يبقى الغرب ملتزما بالدفاع عن اوكرانيا فهو مستعد للعمل بشكل بناء مع روسيا لو اثبت الكرملين انه راغب بتغيير مساره.
يجب الابقاء على العقوبات طالما يصر الكرملين والانفصاليون الاوكرانيون على عدم تطبيق بروتوكول منسك ولكن من الأهمية بمكان البدء في اخراج روسيا من عزلتها وفي البداية فإن النزاع المتعلق بامكانية انضمام اوكرانيا للناتو يجب ان يتم تسويته بشكل نهائي علما ان السؤال المتعلق بضم اوكرانيا الى الناتو قد تمت الاجابه عليه سلبا في العديد من العواصم الاوروبية. إن بإمكان الاتحاد الاوروبي ان يعرض المزيد من المساعدات لاوكرانيا وفي الوقت نفسه ان يشجع اوكرانيا على اعادة تعريف نفسها كجسر بين الشرق والغرب وذلك كما فعلت فنلندا والنمسا وحتى سويسرا في الماضي.
في هذه الاثناء يجب اتخاذ خطوات للتغلب على اقصاء روسيا من مجموعة الثمانية العظام. ان احد المقاربات الممكنة هو تحويل صيغة 5+1 –والتي مكنت الدول الخمسة ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن (الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة وامريكا) بالاضافة الى المانيا من اجراء مفاوضات مع ايران-الى علاقة اشمل . ان مثل هذا المنتدى يمكن ان يعالج جميع انواع القضايا العالمية والاقليمية الممتدة من اوكرانيا الى سوريا مع وجود ميزه اضافية تتمثل في زيادة الانخراط الامريكي في الجهود المبذولة لادارة الازمة في اوكرانيا.
يجب التركيز بشكل اكبر على منع الحسابات العسكرية الخاطئة والتصعيد غير المقصود وخاصة اذا اخذنا بالاعتبار الزيادة الدراماتيكية في الاستفزازات . ان وجود حوار عسكري بين الناتو والقوات المسلحة الروسية يمكن ان يخفض بشكل كبير من هذه المخاطر. ان مثل هذا التعاون يمكن ان يكون خطوة اولى ضمن الجهد الجماعي المبذول من قبل دول مهمه-بما في ذلك روسيا- لتقوية الهيكل الامني لاوروبا. ان الحد من الاسلحة التقيليدية والنووية يجب ان يرجع مرة اخرى على رأس الاجنده. ان الرؤية المتعلقة بالتعاون الاقتصادي الاستراتيجي تستحق الاهتمام كذلك.
ان الاطار الشامل المتعدد الاطراف لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا يمكن ان يكون الاساس لاحراز تقدم . لقد ثبت وحتى اثناء الحرب الباردة انه من الممكن احراز تقدم دبلوماسي وسياسي ويجب منح روسيا الفرصة لاحياء مثل ذلك الجهد.
لكن الهدف في نهاية المطاف يجب ان يتم توضيحه بشكل لا لبس فيه وهو انه يجب عدم السماح للصراع في اوكرانيا والحوار مع روسيا بتقويض مبادىء هلسنكي او ميثاق باريس الذي تم الاتفاق عليه في نهاية الحرب الباردة. ان الهدف لروسيا والغرب يجب ان يكون العمل معا لاعادة التأكيد على مبادىء الامن الاوروبي وتعزيزها وفي حالة الضرورة الاضافة عليها. يتعين على روسيا ان تدرك انها موضع ترحيب للانضمام لذلك الجهد او المخاطرة بمزيد من العزلة.
To have unlimited access to our content including in-depth commentaries, book reviews, exclusive interviews, PS OnPoint and PS The Big Picture, please subscribe
Dollar devaluation and dollar dominance are not necessarily mutually exclusive. But the approach to weakening the greenback that US President Donald Trump’s administration is considering would almost certainly spell the end of the US dollar’s reign as the dominant international currency.
exposes fundamental flaws in the US administration’s vision for weakening the greenback.
Despite the uncertainty surrounding global trade, there are some bright spots – namely, booming trade in services. And here, ironically, the United States is leading the way, running a services trade surplus with most major economies and generating millions of good jobs for American workers.
encourages the US government to acknowledge the country’s impressive success in exporting services.
Jennifer Clapp & Olivier De Schutter
urge the UN maritime regulator not to encourage the shipping industry to move from one unsustainable fuel to another.
Log in/Register
Please log in or register to continue. Registration is free.
ميونخ- تواجه اوكرانيا تهديدين رئيسين لمستقبلها فمن جانب تواجه خطر اطالة الصراع وتقسيم اراضيها وعلى الجانب الاخر يلوح في الافق خطر الافلاس والاضطرابات الاقتصادية كما تخيم على كلا التهديدين علاقة اوكرانيا مع روسيا . ان التعامل مع التحديات التي تواجه اوكرانيا سوف يتطلب ان يعمل صناع السياسة في البلاد وخارجها معا من اجل تحقيق الاستقرار لاقتصاد البلاد وحماية اراضيها وخلق مساحة للاصلاحات وتحسين التعاون مع جارتها الشرقية القوية.
ان ارسال رسالة عسكرية واضحة يبقى ضروريا.لقد استجاب الناتو بحق لضم روسيا لشبه جزيرة القرم والدعم الحالي للانفصاليين في شرق اوكرانيا والهجمات الوهمية على الدول الغربية وذلك من خلال برنامج لاعادة الطمأنينة سياسيا وعسكريا، وكما اظهر الحلف تضامنه مع المانيا الغربية آبان الحرب البارده يتوجب عليه ان يعمل الشيء نفسه مع حلفاءه الشرقيين . ان من الواجب تعزيز تلك الجهود وذلك بوقف التوجه لتخفيض الانفاق العسكري من قبل العديد من اعضاء حلف الناتو.
يجب على الاتحاد الاوروبي ان يبدأ في وضع سياسة دفاعية تتمتع بمصداقية وكفاءة اكبر. لقد حان الوقت من اجل تحقيق مبدأ التكامل الدفاعي الاوروبي بشكل كامل . ان عمل ذلك لن يقوي قدرة الاتحاد الاوروبي على العمل فحسب ولكن ايضا سوف يرسل اشارة تصميم قوية للكرملين وفي الوقت نفسه فإن على الاتحاد الاوروبي احراز تقدم في اتحاد الطاقة الخاص به وتنويع وارداته من النفط والغاز وتخفيف اعتماده على روسيا واخيرا ونظرا للتهديد الذي يشكله وجود بلد اعزل مثل اوكرانيا على الاستقرار الاوروبي فإن من الخطأ استبعاد توفير المساعدة العسكرية لذلك البلد.
بالإضافة الى الرد العسكري فإن التدخل الاقتصادي سوف يكون ضروريا. ان اوكرانيا في حاجة ماسة للمساعدة المالية وهي نقطة كان جورج سورس من اوائل الذين اعترفوا بها . ان تقديم المساعدة لاوكرانيا هو أهم بكثير من معاقبة روسيا باستخدام العقوبات وكما عمل تصريح رئيس البنك المركزي الاوروبي ماريو دراجي بإن"البنك المركزي الاوروبي مستعد لعمل كل ما يلزم من اجل المحافظة على اليورو" على تهدئة الاسواق المالية فإن تصريح صادر عن الاتحاد الاوروبي بإنه سوف يفعل كل ما يلزم من اجل دعم الانتعاش الاقتصادي في اوكرانيا سوف يكون له تأثير مماثل.
نظرا للجدل القائم حول اليونان فإن من المرجح ان صرف الاموال اللازمة لانقاذ ذلك البلد من ازمته الاقتصادية سيكون مكلف سياسيا ولكن الثمن السياسي والعسكري والمالي للسماح لاوكرانيا بالانهيار سيكون مرتفعا لدرجة انه لا يمكن السماح بالفشل. ان وضع آلية مراقبة صارمة سوف يساعد على طمأنة الحكومات والناخبين ويسهل اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا.
يجب ان لا نهون من قوة القيم الاوروبية فالاوكرانيون الشباب والذين احتجوا في ساحة ميدان – ليس ضد روسيا ولكن ضد النخبة الفاسدة والتي كانت تسرق من بلادهم مستقبلها الاوروبي- يجب ان يتم دعمهم. ان للاتحاد الاوروبي فرصة بإن يترك اثرا اجتماعيا كبيرا لو مضى قدما في برنامج السفر بدون تأشيرة وتقديم منح اكثر للطلبة الاوكرانيين وزيادة الدعم للمنظمات غير الحكومية.
Introductory Offer: Save 30% on PS Digital
Access every new PS commentary, our entire On Point suite of subscriber-exclusive content – including Longer Reads, Insider Interviews, Big Picture/Big Question, and Say More – and the full PS archive.
Subscribe Now
لكن هذه الخطوات لوحدها لن تكون كافية ،وحتى لو تحرك الاتحاد الاوروبي والناتو لدعم اوكرانيا فإنه يتوجب عليهما العمل للتعامل مع مخاوف روسيا. ان الاستراتيجية المركزية الخاصة بهما يجب ان تظهر انه بينما يبقى الغرب ملتزما بالدفاع عن اوكرانيا فهو مستعد للعمل بشكل بناء مع روسيا لو اثبت الكرملين انه راغب بتغيير مساره.
يجب الابقاء على العقوبات طالما يصر الكرملين والانفصاليون الاوكرانيون على عدم تطبيق بروتوكول منسك ولكن من الأهمية بمكان البدء في اخراج روسيا من عزلتها وفي البداية فإن النزاع المتعلق بامكانية انضمام اوكرانيا للناتو يجب ان يتم تسويته بشكل نهائي علما ان السؤال المتعلق بضم اوكرانيا الى الناتو قد تمت الاجابه عليه سلبا في العديد من العواصم الاوروبية. إن بإمكان الاتحاد الاوروبي ان يعرض المزيد من المساعدات لاوكرانيا وفي الوقت نفسه ان يشجع اوكرانيا على اعادة تعريف نفسها كجسر بين الشرق والغرب وذلك كما فعلت فنلندا والنمسا وحتى سويسرا في الماضي.
في هذه الاثناء يجب اتخاذ خطوات للتغلب على اقصاء روسيا من مجموعة الثمانية العظام. ان احد المقاربات الممكنة هو تحويل صيغة 5+1 –والتي مكنت الدول الخمسة ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن (الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة وامريكا) بالاضافة الى المانيا من اجراء مفاوضات مع ايران-الى علاقة اشمل . ان مثل هذا المنتدى يمكن ان يعالج جميع انواع القضايا العالمية والاقليمية الممتدة من اوكرانيا الى سوريا مع وجود ميزه اضافية تتمثل في زيادة الانخراط الامريكي في الجهود المبذولة لادارة الازمة في اوكرانيا.
يجب التركيز بشكل اكبر على منع الحسابات العسكرية الخاطئة والتصعيد غير المقصود وخاصة اذا اخذنا بالاعتبار الزيادة الدراماتيكية في الاستفزازات . ان وجود حوار عسكري بين الناتو والقوات المسلحة الروسية يمكن ان يخفض بشكل كبير من هذه المخاطر. ان مثل هذا التعاون يمكن ان يكون خطوة اولى ضمن الجهد الجماعي المبذول من قبل دول مهمه-بما في ذلك روسيا- لتقوية الهيكل الامني لاوروبا. ان الحد من الاسلحة التقيليدية والنووية يجب ان يرجع مرة اخرى على رأس الاجنده. ان الرؤية المتعلقة بالتعاون الاقتصادي الاستراتيجي تستحق الاهتمام كذلك.
ان الاطار الشامل المتعدد الاطراف لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا يمكن ان يكون الاساس لاحراز تقدم . لقد ثبت وحتى اثناء الحرب الباردة انه من الممكن احراز تقدم دبلوماسي وسياسي ويجب منح روسيا الفرصة لاحياء مثل ذلك الجهد.
لكن الهدف في نهاية المطاف يجب ان يتم توضيحه بشكل لا لبس فيه وهو انه يجب عدم السماح للصراع في اوكرانيا والحوار مع روسيا بتقويض مبادىء هلسنكي او ميثاق باريس الذي تم الاتفاق عليه في نهاية الحرب الباردة. ان الهدف لروسيا والغرب يجب ان يكون العمل معا لاعادة التأكيد على مبادىء الامن الاوروبي وتعزيزها وفي حالة الضرورة الاضافة عليها. يتعين على روسيا ان تدرك انها موضع ترحيب للانضمام لذلك الجهد او المخاطرة بمزيد من العزلة.