سول- لقد كانت بدايه طيبه للرئيس الكوري الجنوبي مون جيه ان في السنة الجديده حيث لم يتمكن من التوسط في إتفاقيه لإشراك كوريا الشماليه في الألعاب الأولمبيه الشتويه في بيونجشانغ فحسب ، بل أنه تمكن كذلك من إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإن عمل ذلك كان في واقع الأمر فكرة ترامب.
لقد تمكن مون بإنقلابه الأولمبي بإن يتعامل مع التهديد الكوري الشمالي للإلعاب وتجنب أي رد فعل سلبي من الولايات المتحده الأمريكيه ولكن من غير المرجح أن تؤدي الأتفاقيه التي أبرمتها الكوريتان في قرية بانومونيوم الحدوديه في وقت سابق من هذا الشهر إلى استئناف محادثات نزع الأسلحه النوويه ,
عوضا عن ذلك ستقوم كوريا الشماليه عندما تنتهي الألعاب الأولمبيه بإستخدام هذا التطور الدبلوماسي الإيجابي لإستكشاف مجالات أخرى غير مرتبطه بالبرنامج النووي وهذا بدوره سيثير مجموعه من القضايا المعتاده والشاقه بالنسبة للعلاقه بين الولايات المتحده وكوريا الجنوبيه.
إن من المؤكد أن قرارات السنه الجديده لم تكن الدافع وراء تحرك الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون بالدعوة الى علاقات أفضل مع كوريا الجنوبية في الاول من يناير بل على العكس من ذلك فإن المناوره التي قام بها تتوافق مع السياسه طويلة الأمد المتمثله في محاولة إضعاف التحالف الأمريكي –الكوري الجنوبي.
يرغب كيم من وراء محاولته تحسين العلاقات مع الجنوب إظهار أن الشمال يمكن أن يعيش بسلام مع جيرانه وحتى لو إحتفظ بترسانه نوويه وبشكل عام يسعى كيم إلى ترسيخ وضع كوريا الشماليه كقوه نوويه يشار لها بالبنان في أعين العالم .
يأمل كيم أنه بتحقيق تلك الأهداف فإنه سيتمكن من دق اسفين بين الولايات المتحده وكوريا الجنوبيه فهو يعلم أن شعبية ترامب في كوريا الجنوبية هي أقل بكثير من شعبيته المتدنيه للغايه في الولايات المتحده الأمريكيه وعليه فهو يستغل هذه الحقيقة من أجل تسهيل هدفه بترسيخ وضعه النووي وبالطبع فإن كوريا الشماليه هي دائما تبحث عن فرص من أجل التخفيف من وطأة العقوبات المفروضه عليها.
At a time when democracy is under threat, there is an urgent need for incisive, informed analysis of the issues and questions driving the news – just what PS has always provided. Subscribe now and save $50 on a new subscription.
Subscribe Now
لقد قام مون بدوره بالتعامل مع "هجوم السلام " لكيم بشكل جيد حيث من المؤكد أن يحظى اللاعبين الاولمبيين والمشجعين من كوريا الشماليه بترحيب حماسي عندما يصلون بالقطار الى الجنوب كما ستهتف الجماهير مصفقة للرياضيين من البلدين عندما يدخلون الإستاد تحت نفس الرايه.
إن من المؤكد أن الكوريين الشماليين سيعتقدون أنه قد تمت دعوتهم للمشاركه في الألعاب ليس على الرغم من برنامجهم النووي ولكن بسبب هذا البرنامج وحسب وجهة النظر تلك فإنه يبدو أن كوريا الجنوبيه قد صار لديها إحترام – أو خوف- لما قد أصبحت عليه كوريا الشماليه علما أن المشاركه في الألعاب الاولمبيه توحي بإن العزله الدوليه هي حقيقه مؤقته من حقائق الحياه وهي ضريبه تدفعها كوريا الشماليه من أجل الحصول في نهاية المطاف على الإعتراف الكامل بوضعها كدوله نوويه وربما قد يعتقدون أنه في القريب العاجل ستسارع الدول الأخرى إلى منح كوريا الشماليه مقعدا على الطاوله الدبلوماسيه.
لكن مون أعلن بصراحه أن حكومته لن تغريها الروح الأولمبيه ولو توقع قادة كوريا الشماليه أن المشاركه في الألعاب ستؤدي إلى الإعتراف بالوضع النووي لبلدهم فإن إنتظارهم سيطول . إن هدف الجنوب هو إستضافة ألعاب أولمبيه ناجحه بعد سنة من الشكوك والمخاوف لدى الدول الأخرى من سلامة الوضع الأمني في كوريا الجنوبيه وذلك من أجل إرسال وفودهم . ستواجه كوريا الشماليه بعد إنتهاء الألعاب شتاءا طويلا من الادانه والعزله .
إن هذا يعني أن كوريا الشماليه ستكون مخطئه لو إفترضت أن كوريا الجنوبية سوف تتوسل إليها من أجل إعادة فتح مجمع كايسونج الصناعي وهو واحد من أهم الجهود التعاونية الطموحه بين الشمال والحنوب في حقبة الإنفتاح بين سنة 2003 إلى 2009 . لم يظهر مون أي إهتمام بتلك المبادرات فهو يدرك أن التنازلات الأحاديه لن تحسن وضع كوريا الجنوبية مع القوى الإقليميه والدولية التي تتعامل مع السلوك الكوري الشمالي.
مثل السعوديين وغيرهم ممن سبقوه ، يدرك مون أن الطريق إلى قلب ترامب يمر من خلال غروره ولكن يتوجب عليه كذلك إدارة جبهه أعرض من البلدان المشاركه في عقوبات قويه تاريخيا ضد دوله مكروهه وجديره بالإزدراء وفي هذا الخصوص فإن الإختبار الكبير الأول لمون سيأتي مباشرة بعد الألعاب الأولمبيه وذلك عندما تقرر قيادة القوات المشتركه الأمريكيه –الكوريه الجنوبيه فيما يتعلق بخططها للتمارين العسكريه المستقبليه.
بالطبع ستعترض كوريا الشماليه على تلك التمارين كما هي العاده وربما ستعترض الصين وروسيا عليها كذلك واللتان قد تتهمان الولايات المتحده الأمريكيه بتخريب التحسن في العلاقات بسبب المشاركه في الألعاب الأولمبيه ولكن على الرغم من ذلك فإن أي تحالف عسكري بدون تمارين سيكون مثل الأروكسترا بدون الات موسيقيه . إن من الغالب أن مون يدرك ذلك جيدا كما يدرك أن علاقة بلاده مع الولايات المتحده الأمريكيه على الرغم من المشاكل والتعقيدات هي أهم بكثير من علاقات بلاده الأخرى حول العالم .
وفي نهاية اليوم يتوجب على حكومة كوريه جنوبيه تقدميه مثل حكومة مون أن تظهر على الدوام للشعب أنها قادره على إدارة العلاقة مع الولايات المتحده وحمايتها وحتى الان يبدو أن حكومة مون قد نجحت في ذلك.
To have unlimited access to our content including in-depth commentaries, book reviews, exclusive interviews, PS OnPoint and PS The Big Picture, please subscribe
The past year revealed a world in shambles, one with tragic echoes to Pablo Picasso's famous tableau of mass slaughter carried out with modern efficiency. Like Picasso's generation, we must not avert our eyes from the bleak and tragic global reality that is now being conjured before our eyes.
laments the tragic developments of 2024, and wonders if humanity can come to its senses.
سول- لقد كانت بدايه طيبه للرئيس الكوري الجنوبي مون جيه ان في السنة الجديده حيث لم يتمكن من التوسط في إتفاقيه لإشراك كوريا الشماليه في الألعاب الأولمبيه الشتويه في بيونجشانغ فحسب ، بل أنه تمكن كذلك من إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإن عمل ذلك كان في واقع الأمر فكرة ترامب.
لقد تمكن مون بإنقلابه الأولمبي بإن يتعامل مع التهديد الكوري الشمالي للإلعاب وتجنب أي رد فعل سلبي من الولايات المتحده الأمريكيه ولكن من غير المرجح أن تؤدي الأتفاقيه التي أبرمتها الكوريتان في قرية بانومونيوم الحدوديه في وقت سابق من هذا الشهر إلى استئناف محادثات نزع الأسلحه النوويه ,
عوضا عن ذلك ستقوم كوريا الشماليه عندما تنتهي الألعاب الأولمبيه بإستخدام هذا التطور الدبلوماسي الإيجابي لإستكشاف مجالات أخرى غير مرتبطه بالبرنامج النووي وهذا بدوره سيثير مجموعه من القضايا المعتاده والشاقه بالنسبة للعلاقه بين الولايات المتحده وكوريا الجنوبيه.
إن من المؤكد أن قرارات السنه الجديده لم تكن الدافع وراء تحرك الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون بالدعوة الى علاقات أفضل مع كوريا الجنوبية في الاول من يناير بل على العكس من ذلك فإن المناوره التي قام بها تتوافق مع السياسه طويلة الأمد المتمثله في محاولة إضعاف التحالف الأمريكي –الكوري الجنوبي.
يرغب كيم من وراء محاولته تحسين العلاقات مع الجنوب إظهار أن الشمال يمكن أن يعيش بسلام مع جيرانه وحتى لو إحتفظ بترسانه نوويه وبشكل عام يسعى كيم إلى ترسيخ وضع كوريا الشماليه كقوه نوويه يشار لها بالبنان في أعين العالم .
يأمل كيم أنه بتحقيق تلك الأهداف فإنه سيتمكن من دق اسفين بين الولايات المتحده وكوريا الجنوبيه فهو يعلم أن شعبية ترامب في كوريا الجنوبية هي أقل بكثير من شعبيته المتدنيه للغايه في الولايات المتحده الأمريكيه وعليه فهو يستغل هذه الحقيقة من أجل تسهيل هدفه بترسيخ وضعه النووي وبالطبع فإن كوريا الشماليه هي دائما تبحث عن فرص من أجل التخفيف من وطأة العقوبات المفروضه عليها.
HOLIDAY SALE: PS for less than $0.7 per week
At a time when democracy is under threat, there is an urgent need for incisive, informed analysis of the issues and questions driving the news – just what PS has always provided. Subscribe now and save $50 on a new subscription.
Subscribe Now
لقد قام مون بدوره بالتعامل مع "هجوم السلام " لكيم بشكل جيد حيث من المؤكد أن يحظى اللاعبين الاولمبيين والمشجعين من كوريا الشماليه بترحيب حماسي عندما يصلون بالقطار الى الجنوب كما ستهتف الجماهير مصفقة للرياضيين من البلدين عندما يدخلون الإستاد تحت نفس الرايه.
إن من المؤكد أن الكوريين الشماليين سيعتقدون أنه قد تمت دعوتهم للمشاركه في الألعاب ليس على الرغم من برنامجهم النووي ولكن بسبب هذا البرنامج وحسب وجهة النظر تلك فإنه يبدو أن كوريا الجنوبيه قد صار لديها إحترام – أو خوف- لما قد أصبحت عليه كوريا الشماليه علما أن المشاركه في الألعاب الاولمبيه توحي بإن العزله الدوليه هي حقيقه مؤقته من حقائق الحياه وهي ضريبه تدفعها كوريا الشماليه من أجل الحصول في نهاية المطاف على الإعتراف الكامل بوضعها كدوله نوويه وربما قد يعتقدون أنه في القريب العاجل ستسارع الدول الأخرى إلى منح كوريا الشماليه مقعدا على الطاوله الدبلوماسيه.
لكن مون أعلن بصراحه أن حكومته لن تغريها الروح الأولمبيه ولو توقع قادة كوريا الشماليه أن المشاركه في الألعاب ستؤدي إلى الإعتراف بالوضع النووي لبلدهم فإن إنتظارهم سيطول . إن هدف الجنوب هو إستضافة ألعاب أولمبيه ناجحه بعد سنة من الشكوك والمخاوف لدى الدول الأخرى من سلامة الوضع الأمني في كوريا الجنوبيه وذلك من أجل إرسال وفودهم . ستواجه كوريا الشماليه بعد إنتهاء الألعاب شتاءا طويلا من الادانه والعزله .
إن هذا يعني أن كوريا الشماليه ستكون مخطئه لو إفترضت أن كوريا الجنوبية سوف تتوسل إليها من أجل إعادة فتح مجمع كايسونج الصناعي وهو واحد من أهم الجهود التعاونية الطموحه بين الشمال والحنوب في حقبة الإنفتاح بين سنة 2003 إلى 2009 . لم يظهر مون أي إهتمام بتلك المبادرات فهو يدرك أن التنازلات الأحاديه لن تحسن وضع كوريا الجنوبية مع القوى الإقليميه والدولية التي تتعامل مع السلوك الكوري الشمالي.
مثل السعوديين وغيرهم ممن سبقوه ، يدرك مون أن الطريق إلى قلب ترامب يمر من خلال غروره ولكن يتوجب عليه كذلك إدارة جبهه أعرض من البلدان المشاركه في عقوبات قويه تاريخيا ضد دوله مكروهه وجديره بالإزدراء وفي هذا الخصوص فإن الإختبار الكبير الأول لمون سيأتي مباشرة بعد الألعاب الأولمبيه وذلك عندما تقرر قيادة القوات المشتركه الأمريكيه –الكوريه الجنوبيه فيما يتعلق بخططها للتمارين العسكريه المستقبليه.
بالطبع ستعترض كوريا الشماليه على تلك التمارين كما هي العاده وربما ستعترض الصين وروسيا عليها كذلك واللتان قد تتهمان الولايات المتحده الأمريكيه بتخريب التحسن في العلاقات بسبب المشاركه في الألعاب الأولمبيه ولكن على الرغم من ذلك فإن أي تحالف عسكري بدون تمارين سيكون مثل الأروكسترا بدون الات موسيقيه . إن من الغالب أن مون يدرك ذلك جيدا كما يدرك أن علاقة بلاده مع الولايات المتحده الأمريكيه على الرغم من المشاكل والتعقيدات هي أهم بكثير من علاقات بلاده الأخرى حول العالم .
وفي نهاية اليوم يتوجب على حكومة كوريه جنوبيه تقدميه مثل حكومة مون أن تظهر على الدوام للشعب أنها قادره على إدارة العلاقة مع الولايات المتحده وحمايتها وحتى الان يبدو أن حكومة مون قد نجحت في ذلك.