okonjoiweala27_GIUSEPPE CACACEAFP via Getty Images_WTO13ministerialconference Giuseppe Cacace/AFP via Getty Images

إصلاح منظمة التجارة العالمية مسؤولية الجميع

جنيف ــ في خضم أوقات عامرة بالتحديات وانعدام اليقين، أسفر المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبو ظبي عن نتائج مختلطة: قليل من النجاحات، ولكن أيضا بعض خيبة الأمل. على النقيض من ذلك، اختتم المؤتمر الوزاري السابق، الذي انعقد في يونيو/حزيران 2022، أعماله بإقرار عدد كبير من الاتفاقيات والقرارات المتعددة الأطراف، مما أعطى منظمة التجارة العالمية مهلة مؤقتة في مواجهة منتقديها. والآن عاد المنتقدون.

الانتقاد ليس بالضرورة أمرا سيئا؛ وينبغي له أن يحث على التأمل في الأسباب التي أدت إلى إنشاء منظمة التجارة العالمية في المقام الأول، وكيف عادت بالنفع على أعضائها، الأغنياء والفقراء على حد سواء، وما التأثير الذي قد تخلفه في المستقبل. لكن الانتقاد لن يكون مفيدا إلا إذا وضع في الـحُـسبان مدى تعقيد المنظمة، والذي ازداد عُـمقا بفعل ديناميكيات اجتماع أبو ظبي. فبالإضافة إلى التحديات المعتادة بين الشمال والجنوب، كشفت المفاوضات عن التوترات الناشئة بين الجنوب والجنوب بشأن قضايا بعينها. وتعمل الفوارق بين البلدان النامية على زيادة تعقيد النهج التوافقي الذي تتبناه منظمة التجارة العالمية في اتخاذ القرار.

كانت التوترات الجديدة أشد وضوحا في مجالات التجارة الرقمية والزراعة. فقد انضم أعضاء منظمة التجارة العالمية في مجموعة أفريقيا ومنطقة الكاريبي والمحيط الهادئ، والتي يبلغ مجموعها 62 دولة، إلى الدول المتقدمة وبعض الأسواق الناشئة في دعم تمديد الوقف الاختياري لتعريفات التجارة الإلكترونية لعمليات النقل الإلكتروني. وعارض آخرون، بما في ذلك إندونيسيا والهند وجنوب أفريقيا، تمديد الوقف الاختياري، مستشهدين بخسائر الإيرادات التي تكبدتها حكوماتهم والمزايا غير العادلة التي يعتقدون أن الوقف الاختياري يمنحها لشركات التكنولوجيا الكبرى.

https://prosyn.org/PKeW9G3ar